هو لحظة يختار فيها القلب أن يخرج من حدود نفسه، من مساحته المألوفة، ليبني مع من يحب عالمًا مشتركًا أوسع من كليهما.
عالم تُزرع فيه الأحلام وتُحتضن فيه الاختلافات، فيصير اللقاء أكثر من مجرد اقتراب، بل ولادة حياة جديدة بين روحين.
الحب في حقيقته هو قبول التغيير والنمو..
فيه لا يكتفي بأن يجمع قلبين، بل يزرع بينهما أرضًا خصبة ينبت فيها كلاهما من جديد.
هو استعداد لأن يرى كل طرف نفسه في عيون الآخر، فيقبل التطوير والتغيير، لا ليذوب، بل ليكتمل.
الحب ليس مجرد أن نحب بعضنا كما نحن، وإن كان ذلك جزءًا أصيلًا منه، بل أن ندرك الآخر في جوهره، أن نراه كما هو، ونستوعب حضوره بعمق.
هو أن نحتوي مساحات الخلاف كما نحتوي المشتركات، فنحوّل التباين إلى قوة تُغني العلاقة، ونرى فيه مرونةً تكشف لنا عن اتساع أرواحنا.
هو القدرة على نسج الحلول من خيوط الاختلاف، حتى يصبح التباين جسرًا للوصال لا هاوية للفرقة.
الحب ليس مأوى نركن إليه فحسب، بل رحلة نمو مشترك، يكبر فيها القلب كلما أحب، وتزدهر الروح كلما منحت واحتضنت.