Thursday, August 27, 2020

مدارين...



إننا جميعاً لفي توق للسؤال الملّح المشبع بالاهتمام عنا وعن ذواتنا..
راغبين في السعي الحثيث نحونا، لنشعر أننا محور الكون، وأن عالمنا هو غاية أحدهم وأقصى آماله؛ إليه يشد الرحال، ومعه تبدأ الرحلات نحو سبر أغوار الحياة سوياً، متزودين بزاد الحب ومتخذين من التحام الكف بالكف واشتباك الأصابع درعاً واقياً ضد هجمات الزمن والأيام..
فالعالم لا يمكن فهمه ولا احتماله بسرعته الفائقة وتغيره المستمر إلا من خلال أرواح شفافة كمرايا  نرى فيها أنفسنا، ولكنها  في ذات الوقت تصقلنا، تقوم انكسارنا وما اعوج في رؤيتنا لأنفسنا..
فإن الإنسان مهما كان من أمر تطوره وتقدمه فكرياً ونفسياً لا يمكنه أن يكتمل ويكتفي بنفسه أبداً..
بل يحتاج لغيره، لقرب آخر منه يأخذ منه ويمنحه هو الآخر بدوره من وقته، وجهده، واهتمامه، وحبه، وعطفه..
يتواصلان معاً، ويتصلان بعاطفة قوية، وأحاديث دافئة تذيب جليد الروح يلتقي فيها مداريهما ويتفاهمان معاً حول أمور ويختلفان حول الأخرى،
يتناقشان حول أتفه الأمور كما أعمقها، 
يدعمان بعضهما بالكلمة الحانية والإبتسامة المشجعة، ويلتقيان في نظرتهما فتغمرهما سعادة تطلق الضحكات المشرقة..
يتطلعان نحو عالم أكثر سلاماً وطمأنينة، ويرسمان عوالم من مخيلاتهما ربما لن يروها أبداً لكن في رسمها معاً متعة ربما لن يبلاغاها حقيقة، فالمتعة في المشاركة معاً والمعنى في الرفقة..
نحن البشر لا نستغنى أبداً عن حاجتنا للآخر.. وربما استغنائنا الوحيد هو عن فكرة أننا قد نستغنى يوماً عن تواصلنا ببعض ورفقتنا الصادقة.
 

متى ‏يعاندنا ‏النسيان؟




كنت لسه بفكر حالا في إزاي الزمن له فعل السحر في إنه ينسينا _أو على الأقل بيخفف من وطأة الأحداث_ اللي قلنا في يوم إننا لا يمكن نقدر نتجاوزها أو ننساها!
ذاكرة الإنسان وتركيبه العصبي والنفسي بيأهله إنه يتجاوز تجارب قد نظن إنها فيها نهايته، ولكن سبحان الله من بديع صنع ربنا وإعجازه في خلقه؛ بنلاقي الإنسان دا على ضعفه بيستمر ويمضي في الحياة بقوة لولا تجاربه العصيبة اللي مر بيها مكنش اكتسبها..
ولعل السر هنا إنه موقفش عند التجربة دي وكمل علي أي حال، وتلاهي الحياة وأحداثها هتتكفل هي بالباقي؛ لدرجة إن ألم تجاربه هيبقي في طي النسيان، ومش هيتبقي غير الدرس المستفاد من تجاربه وبس!
وبالتالي بقا إجابتي على سؤال امتى يعاندننا النسيان..
"هيكون لو احناا قررنا إننا استسلم للي حصل و نقف عنده كأنه نهاية العالم!"
وهذا والله أبدا لن يكون مادمنا مؤمنين برب كبير وعظيم أمرنا بالسعي والحركة حتي قيام الساعة؛ وجعل دا جزء أساسي في عقيدتنا..
وفي الحديث
''إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"
ومن معاني قيام الساعة في الحديث هنا؛ هي إنه لحظة موت الإنسان هي قيام ساعته..
يعني حتى في لحظة الموت ربنا بيأمرنا إننا نستمر في إعمار الأرض_مش بس إننا نقتصر على فعل عادي_ لا دا فعل لن نرى نتيجته بأعيننا لكن أثره سيستمر، وهو عارف إنه الأثر هنا عائد عليه حتى بعد موته..
فالسؤال دا يتسأل لأي شخص، إلا شخص مؤمن معتنق عقيدة السعي فيها دائم حتى قيام الساعة..
نسأل الله السلامة والهداية وخير السعي والجزاء ")!

#إحدى إجابات الآسك قبل عام من الآن

Tuesday, August 25, 2020

توافه الحياة‏

ما أقسى تلك اللحظات التي ينهار فيها تصور ما عن الحياة.. تصور ظل جزء من عقيدتنا ورؤيتنا عن العالم 
لنعيش بعدها مشاعر لا نحسد عليها حين تصطدم توقعاتنا العالية وبراءتنا بالزيف الذي يمتلأ به العالم..
و يمر ذلك على العالم دون أن يأبه إليه أحد وكأنه مجرد توافه في الحياة!

Friday, August 21, 2020

من ‏الروح.. ‏للروح


ينهمر دمعها مدرارً،

ينصبّ كنهر حبس عن الجريان سنيناً،
شاقاً طريقه من الروح..

فيأتيها صوته كالهمس..
من الروح للروح..

خاطرة _من الأرشيف_ على رقيم 
من هنا





Monday, August 17, 2020

عزاءات ‏الفلسفة: ‏كيف ‏تساعدنا ‏الفلسفة ‏في ‏الحياة

عزاءات الفلسفة/ آلان دي بوتون
ترجمة: يزن الحاج

دي بوتون يعرف جيداً كيف يحول الفلسفة إلى قصة ممتعة، ويشوق قارئه إلى لقاء الفلاسفة؛  والتعلم منهم، ومن فلسفتهم على نحو أكثر قرباً وأكثر بساطة وأقل ثقلاً، 
من سقراط، إلى أبيقور، وسينكا، ومونتين وشاوبنهاور، ونيتشه؛
نلتمس من فلسفتهم العزاء بشأن أكثر لحظاتنا هشاشة وأسى..
ونتعلم كيف نستفيد من الفلسفة في فهم أنفسنا، وما وراء اندفاعتنا، وكيف نتقبل نوبات الحياة وصدماتها؛ مروضيين عقولنا، وموجهينها نحو تفكير منطقي، وتحكم بأهوائنا، وتصحيح ما تدفعنا إليه غرائزنا الفطرية؛ محققين التوازن بين العقل والجسد.
نقتنع بأن لا حاجة للقلق، وأن نقنع بما لدينا اليوم و لو حتى سنفقده في الغد، متزودين بحاجز حماية يفصلنا عن جلبة العالم خارجنا، ويقلل صدماتنا وإحباطاتنا..
بل ونتقبل الإحباط متخذين منه طريقاً للإبداع وبلا شك منبع للإنجازات؛ إذ نعرف أن مكمن الحكمة في تطويع الإحباطات والواقع وفقاً لرغباتنا وإرادتنا.

وكما أننا من خلال الفن والأدب؛ لا نشعر بالوحدة، ونجد أنفسنا جزءا من مجموعة هائلة من البشر نتشارك نفس الشعور والارتباك، 
تعزينا فلسفة كل واحد منهم بشأن افتقار إلى مال، أو أراء سائدة لا ننتمي إليها، أو العجز في الحياة، أو الإحباطات، والمصاعب، أو حتى أنكسارات قلوبنا في أشد لحظاتنا حميمية..
محاولة لجعل حياتنا بالفلسفة أقل تعاسة، وأكثر تقبلاً، وبحكمة تساعدنا في تقليل معاناتنا، أو الاقتناع في نهاية المطاف أن المعاناة هي المقابل لكل تجربة حيّة غنية، ولا يمكن فصلها عن أكثر اللذائذ إمتاعاً أو أعظم الإنجازات مكانة، فنقبلها كثمن للسعادة ونتفاعل معاها لا بالتعاسة والأسى بل بالقدر الأكبر من التفهم والتحمل، بل وأبعد من ذلك أن نؤمن أنه لا بد من الكد في سبيل تحقيق ما نريده؛ بدلاً من الركون إلى ما هو سهل وفي متناول اليد دون جهد يذكر..

دون أن يغيب عن أذهاننا  دور المتع الصغيرة في حياتنا كالصداقة، والمشي، ودفء الشمس، والكتابة، وتقدير اللحظات البسيطة، والتصالح مع ذواتنا وصفاتنا الجسدية، مضمنين معرفتنا التكيف مع واقعنا لنعش حياتنا دون إنزعاج أو أستياء حتى ولو كنا وحيدين..

وبذلك تكتمل لوحة دي بوتون الفنية أقرب منها إلى كونها فلسفية وقراءتي الثانية له، القراءة المشتركة مع أحد الأصدقاء في رحلة ماتعة وثريّة ومعزيّة لابتلاءات الحياة من واقع فلسفة وحياة أشهر الفلاسفة..

والحقيقة إني في النهاية محتارة بين الأربعة أو الخمس نجوم، فليكن 4.5 لبعض الملل الذي انتابني في فصل العزاء بشأن العجز _وياللمفارقة_ وليس للترجمة أي دخل في ذلك فقد كانت سلسة وممتازة :D

Sunday, August 9, 2020

بحث..

قد تقضي عمرك كله بحثاً عن شىء لن يلبث أن يذهب أدراج الرياح
ولا أنت بالذي تكف عن البحث، ولا هو بالذي يبقى لك!

Friday, August 7, 2020

تقاطعات..

كـ سبيل..
ثابت، ممتد 
بلا نهاية،
عبر الأيام والليالي..
تقطعه
خطى العابرين
ولا ينتمون إليه..
يمرون مر غيم الصيف
دون قطرة مطر
لتزهر 
وردة..

أو تداري أثر
 دمعة..
 انفلتت إثر كلمة
 قالها عزيز..
 
تتقاطع الدمعة
مع جرح انفتح 
امتد
من أعماق الروح السحيقة
حتى شرايين الأنامل الرقيقة
التي نزفت مواساة لدمعة يتيمة
لا أهل لها لكي تحشدهم 
وتخفف بهم ما ألم بها وآلمها! 

لكنها الآلآم لا تختفي ولا تخف..

وكيف؟
وكل هذة الدموع والجروح والآلآم..
تتقاطع 
ولا تتقاطع سبلنا ولو لمرة!

Thursday, August 6, 2020

الرحيق ‏المختوم ‏

الرحيق المختوم 
للشيخ صفي الرحمن المباركفوي

على الرغم من انتهائي من هذا الكتاب قبل إسبوعين؛ إلا أنني قررت أن يكون نهاية تحدي هذا العام، ليكن خاتمة مسك لقراءات هذا العام الذي آمل أن يمتد ويطول وأن يجعل ما قُرأ حجة لي لا علىّ..

الكتاب كان رحيقاً مختوماً وختاماً موفقاً ذا أثر كالنسيم العبق بعطر السيرة..

وربما لهذا الكتاب خصوصية فريدة لكونه أطول وأقيم كتاب صوتي استمعت إليه مدة طالت ٢٣ ساعة
 ولو زاد لما شعرت إلا بالامتنان لطول صحبته..
ولا يمكن أخذ الكتاب وتقييمه بعد قطع الصلة بينه وبين أسباب كتابته، أو أثره على النفس؛ مهما كانت المفاضلة بينه وبين كتب أخرى ليست لصالحه.

فربما هذا ليس أفضل ما كتب في السيرة، وربما تتابع الأحداث، وكثرة الإستطرادات، والإطالة في الأنساب، وجفاف اللغة في بعض الأحيان، وحاجة الكتاب للتنقيح، إلا أن للسيرة النبوية رونق خاص وبريق لا يخفى ونور لا يخبو

 أعادني كل حدث إلى قصص السيرة التي نشأت عليها _وكانت أول مجموعة كتيبات هدية من أبي لي في بداية طفولتي_ مروراً بالقراءات المتفرقة من مكتبته، إلى وقع دراسة كتب السيرة المقررة علينا في سنوات الإعدادية، وشدة تأثري بمواقف بعينها..

أما عن الكتاب فهو في الأصل بحث في سيرة النبي صلى الله عليه بدءاً من مولده إلى بعد وفاته؛ شارك به كاتبه في مؤتمر إسلامي، وفاز بالجائزة الأولى لشموله وتفصيله وتميهده لأحداث السيرة؛مفتتحاً الكتاب بنبذة عن حال الجزيرة العربية قبل مولده صلى الله عليه وسلم، وحال العرب الذي مهد لبعثة النبي.. 

كما قلت ربما الكتاب ليس أفضل ما كتب في السيرة؛ لأنه لم يحلل الأحداث بل اكتفى بسردها تباعاً، ولم يفصل كثيرا في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، ويفرد له مساحة كافية لنتشرب من سيرته وخلقه ومواقفه مع صحابته رحيقاً مختوماً، 
ونتنعم بصحبته صلى الله عليه وسلم عن قرب أكثر؛ خصوصاً في السنوات الاخيرة من حياته من بعد حجة الوداع ووفاته عليه الصلاة والسلام
ولكن مع ذلك لا يمكن أن ينتهي الكتاب إلا وقد افتقدت صحبته وجلّ أثره عليك..

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً  

Monday, August 3, 2020

هل ‏تعرف ‏الحب؟


هل تعرف الحب قبل النظرة الأولى؟
الحب برؤية قلوبنا قبل أن تبصر أعيننا؛ أن تقع في شراك محبوكة جيداً وتماماً على مقاسك، 
وأن تجد نفسك مكتملاً للمرة الأولى؛ لست منبهراً ولكنك مطمنئاً ومفتوناً بسحر من نوع آخر..

هكذا.. 
وقعت في حبك حتى قبل أن أعرفك؛ وكان لتلك اللا معرفة سحراً زلزل كياني كله، وجعلني أنتظر أن يحدث شيئاً كل ساعة ودقيقة وثانية..
وهذا الشىء هو وجودك، معرفتك، حديثك، واللقاء بك..
فقل لي بربّك إذا كان اللا شىء هذا بتلك السطوة فكيف بالشىء منك وبك ولك؟
أنا أتسائل فقط..
ولكنه ليس سؤال العالم؛ وإنما سؤال جهول يدّعي أنه يعرف الجواب وهو لا يعرفه، فمهما بلغ من التوقع والحدّس لن يبلغ ما يصنعه وجودك..
فماذا عن رؤياك؟!

Saturday, August 1, 2020

أسطورة ‏النداهة

من رومانيا رأساً إلى إحدى قرى مركز فاقوس بمحافظة الشرقية ليتضح لي أن دكتور رفعت إسماعيل بلدياتي ومن نفس مركزي..

أسطورة النداهة
تدور أحداث هذا العدد الثاني من سلسلة ما وراء الطبيعة؛ بالقرب من قريتي الصغيرة حيث تشربت أنا الأخرى أسطورة النداهة من حكاياتنا ونحن صغار نتسامر في هدأة الليل ويحكي أكبرنا قصص مرعبة عن أمنا الغولة والنداهة وأبو رجل مسلوخة
ولطالما كانت هذة القصص هي مصدر ذعر ورعب وكوابيس دائمة لي حتى وقت قريب إلى أن تجرأت أخيراً لمواجهة خوفي ومشاهدة أفلام الرعب وأبدد هواجسي حول أي مخاوف وبقايا من خيالي الطفولي المصطبغ بصبغة الرعب من الليل وأساطيره
ومع رفعت إسماعيل استجمعت خوفي واستحضرت ذكرياتي وقضيت على آخر ذرة من الرعب من هذة الأساطير مع قصة محبوكة جيداً وبها تفاصيل مرعبة وضعتني وجهاً لوجه مع ذكرياتي المرعبة ومخاوفي الطفولية ثم تبديدها في جو من الألغاز المعقدة مع كل تفصيلة تنكشف منها ثم إحلال الطمأنينة في النهاية عندما تظهر حقيقة هذة الأسطورة.