Monday, August 17, 2020

عزاءات ‏الفلسفة: ‏كيف ‏تساعدنا ‏الفلسفة ‏في ‏الحياة

عزاءات الفلسفة/ آلان دي بوتون
ترجمة: يزن الحاج

دي بوتون يعرف جيداً كيف يحول الفلسفة إلى قصة ممتعة، ويشوق قارئه إلى لقاء الفلاسفة؛  والتعلم منهم، ومن فلسفتهم على نحو أكثر قرباً وأكثر بساطة وأقل ثقلاً، 
من سقراط، إلى أبيقور، وسينكا، ومونتين وشاوبنهاور، ونيتشه؛
نلتمس من فلسفتهم العزاء بشأن أكثر لحظاتنا هشاشة وأسى..
ونتعلم كيف نستفيد من الفلسفة في فهم أنفسنا، وما وراء اندفاعتنا، وكيف نتقبل نوبات الحياة وصدماتها؛ مروضيين عقولنا، وموجهينها نحو تفكير منطقي، وتحكم بأهوائنا، وتصحيح ما تدفعنا إليه غرائزنا الفطرية؛ محققين التوازن بين العقل والجسد.
نقتنع بأن لا حاجة للقلق، وأن نقنع بما لدينا اليوم و لو حتى سنفقده في الغد، متزودين بحاجز حماية يفصلنا عن جلبة العالم خارجنا، ويقلل صدماتنا وإحباطاتنا..
بل ونتقبل الإحباط متخذين منه طريقاً للإبداع وبلا شك منبع للإنجازات؛ إذ نعرف أن مكمن الحكمة في تطويع الإحباطات والواقع وفقاً لرغباتنا وإرادتنا.

وكما أننا من خلال الفن والأدب؛ لا نشعر بالوحدة، ونجد أنفسنا جزءا من مجموعة هائلة من البشر نتشارك نفس الشعور والارتباك، 
تعزينا فلسفة كل واحد منهم بشأن افتقار إلى مال، أو أراء سائدة لا ننتمي إليها، أو العجز في الحياة، أو الإحباطات، والمصاعب، أو حتى أنكسارات قلوبنا في أشد لحظاتنا حميمية..
محاولة لجعل حياتنا بالفلسفة أقل تعاسة، وأكثر تقبلاً، وبحكمة تساعدنا في تقليل معاناتنا، أو الاقتناع في نهاية المطاف أن المعاناة هي المقابل لكل تجربة حيّة غنية، ولا يمكن فصلها عن أكثر اللذائذ إمتاعاً أو أعظم الإنجازات مكانة، فنقبلها كثمن للسعادة ونتفاعل معاها لا بالتعاسة والأسى بل بالقدر الأكبر من التفهم والتحمل، بل وأبعد من ذلك أن نؤمن أنه لا بد من الكد في سبيل تحقيق ما نريده؛ بدلاً من الركون إلى ما هو سهل وفي متناول اليد دون جهد يذكر..

دون أن يغيب عن أذهاننا  دور المتع الصغيرة في حياتنا كالصداقة، والمشي، ودفء الشمس، والكتابة، وتقدير اللحظات البسيطة، والتصالح مع ذواتنا وصفاتنا الجسدية، مضمنين معرفتنا التكيف مع واقعنا لنعش حياتنا دون إنزعاج أو أستياء حتى ولو كنا وحيدين..

وبذلك تكتمل لوحة دي بوتون الفنية أقرب منها إلى كونها فلسفية وقراءتي الثانية له، القراءة المشتركة مع أحد الأصدقاء في رحلة ماتعة وثريّة ومعزيّة لابتلاءات الحياة من واقع فلسفة وحياة أشهر الفلاسفة..

والحقيقة إني في النهاية محتارة بين الأربعة أو الخمس نجوم، فليكن 4.5 لبعض الملل الذي انتابني في فصل العزاء بشأن العجز _وياللمفارقة_ وليس للترجمة أي دخل في ذلك فقد كانت سلسة وممتازة :D

No comments:

Post a Comment