الرحيق المختوم
للشيخ صفي الرحمن المباركفوي
على الرغم من انتهائي من هذا الكتاب قبل إسبوعين؛ إلا أنني قررت أن يكون نهاية تحدي هذا العام، ليكن خاتمة مسك لقراءات هذا العام الذي آمل أن يمتد ويطول وأن يجعل ما قُرأ حجة لي لا علىّ..
الكتاب كان رحيقاً مختوماً وختاماً موفقاً ذا أثر كالنسيم العبق بعطر السيرة..
وربما لهذا الكتاب خصوصية فريدة لكونه أطول وأقيم كتاب صوتي استمعت إليه مدة طالت ٢٣ ساعة
ولو زاد لما شعرت إلا بالامتنان لطول صحبته..
ولا يمكن أخذ الكتاب وتقييمه بعد قطع الصلة بينه وبين أسباب كتابته، أو أثره على النفس؛ مهما كانت المفاضلة بينه وبين كتب أخرى ليست لصالحه.
فربما هذا ليس أفضل ما كتب في السيرة، وربما تتابع الأحداث، وكثرة الإستطرادات، والإطالة في الأنساب، وجفاف اللغة في بعض الأحيان، وحاجة الكتاب للتنقيح، إلا أن للسيرة النبوية رونق خاص وبريق لا يخفى ونور لا يخبو
أعادني كل حدث إلى قصص السيرة التي نشأت عليها _وكانت أول مجموعة كتيبات هدية من أبي لي في بداية طفولتي_ مروراً بالقراءات المتفرقة من مكتبته، إلى وقع دراسة كتب السيرة المقررة علينا في سنوات الإعدادية، وشدة تأثري بمواقف بعينها..
أما عن الكتاب فهو في الأصل بحث في سيرة النبي صلى الله عليه بدءاً من مولده إلى بعد وفاته؛ شارك به كاتبه في مؤتمر إسلامي، وفاز بالجائزة الأولى لشموله وتفصيله وتميهده لأحداث السيرة؛مفتتحاً الكتاب بنبذة عن حال الجزيرة العربية قبل مولده صلى الله عليه وسلم، وحال العرب الذي مهد لبعثة النبي..
كما قلت ربما الكتاب ليس أفضل ما كتب في السيرة؛ لأنه لم يحلل الأحداث بل اكتفى بسردها تباعاً، ولم يفصل كثيرا في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، ويفرد له مساحة كافية لنتشرب من سيرته وخلقه ومواقفه مع صحابته رحيقاً مختوماً،
ونتنعم بصحبته صلى الله عليه وسلم عن قرب أكثر؛ خصوصاً في السنوات الاخيرة من حياته من بعد حجة الوداع ووفاته عليه الصلاة والسلام
ولكن مع ذلك لا يمكن أن ينتهي الكتاب إلا وقد افتقدت صحبته وجلّ أثره عليك..
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
No comments:
Post a Comment