Friday, June 12, 2020

شجرتي ‏شجرة ‏البرتقال ‏الرائعة


ما أرق الأعمال التي تكون على لسان طفل..

فما بال لو كان على هذا  الطفل حالم، بذرة لشاعر؛ مفرط الرقة والحساسية والذكاء..

في رواية "شجرتي شجرة البرتقال الرائعة"

زيزا الملاك الصغير
ذو العقل الكبير، و الخيال الخصب والجامح، الذي يدفعه حبه للاكتشاف والتعلم؛ لارتكاب ما يسميه عالم الكبار بحماقات الصغار، وتجعله المشاكس المشاغب الذي يعتقد أن حماقاته من فعل الشيطان 
فيلقبه أهله وإخوته بشيطان صغير، وعفريت، وقط المزاريب لشقاوته..
رغم رقة قلبه المصنوع من الذهب، والمعجون ببراءة الأطفال..
قلبه الصغير الذي يفيض حباً وحناناً لكل من حوله، والكبير جداً لاحتواء كل من يحب وكل ما هو موجود أو يتحصل عليه..
قلبه المتعطش للحنان يغمر بالحب كل ما يحبه وتقع عليه عيناه..
يسرق الوردات؛ ليهديها لمعلمته كل صباح حتى لا تظل مزهريتها فارغة ظاناً أن الله خلق الزهور ملكاً لكل الناس..
ويصادق جذع شجرة البرتقال ويحادثه ويحكي له عن أسراره ويداعبه ويركبه كحصان يتمايل مع الرياح ويقوم عليه بمغامراته الخيالية
فإذا فرِح غمر قلبه شعاع من شمسه الداخلية التي تشع بالسعادة، وتجمل كل شىء
هذا الملاك الصغير
يضربه أهله وإخوته تنفيساً عما يمرون به من ضائقة مالية ومعاناة الفقر، فيدفعون به إلى أن يتصور عن نفسه الجميلة كل ما يشوه نفسيته حتى ليظن أنه لا يستحق هدية عيد الميلاد وأنه ما كان له أن يولد..
فنتألم لألمه ونعاين عن قرب ما قد تفعله بضع صفعات وركلات في نفسية طفل من تشويه حتى قبل أن تدمي فمه أو تؤلم جسده..
وحين يلتقى صديقاً طيباً يعوضه عن الطيبة التي يفتقدها كل الناس، ويعلمه رقة الحياة..
يعلمنا نحن أيضاً أن الحياة من دون الحنان لا تساوي شيئاً ذا بال..
لنعرف ما للحب من قوة تفوق المعجزات، وما للأطفال من براءة وجمال لتحويل هذا العالم لمكان يمكن احتماله والعيش فيه
ولندرك ما يمر به الصغار ونخلق لهم الأعذار في شقاوتهم ولعبهم وتقبل سذاجتهم..
فحباً بالله لا تقسوا على من هم أرق وألطف الكائنات، واغدقوهم بالحب فإن لم تقدروا فكفوا عنهم أذاكم، يكفي ما قد تشوه من نفوس..

No comments:

Post a Comment