أعتقد أن وظيفة الأدب هو نقلك من عالمك بكل مافيه إلى عالم آخر مواز بكل ما فيه وكلما كان اندماجك في هذا العالم أسهل كلما كان ذلك دليلاً على إتقان العمل وإبداعه!
وهذا ما فعلته هذة الرواية
_ العجوز الذي كان يقرأ الروايات الغرامية_
على أكمل وجه
عالم بدائي بعيد في الجانب الآخر من العالم
بغاباته وطبيعته الساحرة بأمطاره وحيوانات أدغاله..
نراها من خلال عيون عجوز عاش بعيداً عن موطنه أربعين عاماً يكتشف هذا العالم البدائي وينخرط فيه بكل روحه وكيانه
ثم يعود ليكتشف من جديد أهم اكتشاف في حياته
معرفته للقراءة!
"إنه يحسنها..
وبذلك فإنه يملك الترياق الشافي من سم الشيخوخة
إنه يحسن القراءة غير أنه لم يكن يملك شيئاً للقراءة!"
ومن هذة الفكرة المثيرة التي_جاء منها العنوان المميز والذي يثير حفيظة كل قارىء وتدفع به لاكتشاف شغف هذا العجوز بالقراءة تدور أحداث الرواية في زمن ماضٍ نتعرف خلاله على تلك الأربعين عام التي للطبيعة فيها قوتها وحضورها الزخم
وزمن حاضر يدور حول الروايات الغرامية ورحلتي القراءة والصيد لوحش بري تتجلى فيها وحشية الإنسان الحديث وقسوته وزحفه على الطبيعة و تدميره لبيئته بحيواناتها وغاباتها التي تحفظ لهذا العالم توازنه..
وفي أثناء كل ذلك لا يغيب عننا هذا الإطار الشفاف من جمال الطبيعة ورائحة المطر وانسيابه على أوراق الشجر ونقاء الغابات وخفة روح العجوز الذي يجد في القراءة سلواه..
بفضل هذة الرواية أحببت الأدب اللاتيني وغابات الأماوزن وتزايد شغفي لقراءة أعمال من هذا اللون.
تمّت.
No comments:
Post a Comment