لا تقولي أنك خائفة
رواية مترجمة عن الإيطالية، حكاية عن العداءة الصومالية سامية يوسف عمر التي شاركت في دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 في بكين.
قرأت هذة الرواية ضمن مجموعة من الأصدقاء على موقع الجودريدز
كنت اخر" كعادتي" من لحق بركب القراءة الجماعية، وآخر من وصل؛
لكن أن تاتي متأخرا خير من ألا تصل أبداً..
فهذا الوصول لم يكن سهلاً؛ بل كان شاقاً ومضنياً؛
تماماً مثل الرحلة التي تروي تفاصيلها..
لكن هل كان الوصول ممكناً لولا الحلم؟!
الحلم العظيم؛ الذي يجعلنا نقاوم كل فرصة لقتله،
ونحييه من جديد كشعلة أبدية لا يخبو ضوئها،
ونمضى في هذة الحياة على إثرها، نهتدي بها ونحارب من أجل بقائها..
نتحدى الحرب، القهر، الكراهية، الفقر، المرض، الموت.
وكل ما يفتك بالحلم..
لكن الحلم عندما يكون قوياً بالحب، غنياً بالأمل؛
لا يمكن لأيٍ أن يقوضه!
سامية يوسف عمر _الصغيرة جداً والعظيمة جداً بقوتها وعزيمتها_ التي تحدت كل القسوة، والكراهية، والجهل، والقتل؛ الذي خلفته الحرب الأهلية والجماعات المسلحة في كل مكان، وسلبت منها أعز ما تملك من حب، وصداقة، وأبوة،
لكنها لم تسلبها حلمها..
سامية ليست مجرد عداءة حاربت من أجل حلمها وسعت من أجله؛
وإنما هي رمز للمقاومة، للتحرير، والركض وراء الأحلام بعزم لا ينثني..
فتاة بمثابة بوصلة لكل من تشتت رؤيته وفقد وجهته بسبب الظروف،
وبمثابة النور والحب في عالم يفتقد لهما، لتجسد قيمة الحب ودور الصداقة والعائلة في حياة الإنسان؛ مهما قست الظروف المحيطة به في هذا العالم القاسي..
لتحيي من جديد فكرة أن وراء كل عظيم عائلة تؤمن به، تدفعه، تهبه وقود رحلته وتذكي مجهوداته وأحلامه، تضحي بنفسها من أجل حرية الآخر وتحقيق الاحلام بأكبر قدر من الحرية والتحرر من المخاوف، ومجابهة القسوة بالحب..
"لا تقولي أنك خائفة أبداً، يا صغيرتي سامية، أبداً. وإلا فإن ما تخافينه سيتعاظم حتى يهزمك."
لكن تبقى الحقيقة الأكيدة
أن العالم ليس عادلاً أبداً، وما لا نخافه وبل نحبه قد يهزمنا؛ وهو يقهقه ضاحكاً، وفاغراً فاهه وأمواجه..
لكن النهاية لا تعني أبداً نهاية الحلم، ومحو آثار السعي..
إذ ذهبت سامية وبقيت معالم رحلتها وحلمها، دروساً خالدة، ونوراً، ووقوداً لمن يريد جعل العالم مكاناً أقل قسوة ووحشية، وأكثر آماناً لفراشات لم تخلق للسحق، وإنما للطيران والسعي نحو الضوء والأمجاد..
تمّت
ReplyDeleteلكن تبقى الحقيقة الأكيدة
أن العالم ليس عادلاً أبداً