مساء يوم الأحد 19 إبريل
تعاهد نفسها أن تتوقف عن قراءاتها العبثية وتلتزم بخططها القرائية
يوم الاثنين الساعة الواحدة صباحاً يجذب انتباهها عنوان ديوان من قراءات أحد أصدقائها
"من أخذ النظرة التي تركتها أمام الباب؟"
الواحدة ودقيقتين الديوان بين يديها
"ماء
ماء كثير
يدفق في شراييني
ولا مركب
في قلبي بحر
وجمهور من الغرقى"
تغرق في النص وعذوبة الكلمات..
"رأى وجهه في النهر وظنّ نفسه ماء
وجرى..
وجرت معه ورقة يابسة "
وجريت
جريت معهما
في تيار الاستعارات والمجازات علّه تدلها إشارات..
"كثير من الأخطاء في الإشارات والأسماء على الطريق يا جاك..
الأسهم المشيرة إلى أمكنة
توصل إلى أمكنة أخرى..
واليافطات المكتوب عليها ينابيع
صحارى
ماذا جرى يا جاك كي أرى السهل
حوتاً يريد أن يبتلعني؟!
والفراشة جداراً؟
يا جاك انزع اليافطات عن الطريق
إلغ الينابيع
والغابات والأمكنة
دلني فقط
إلى الممر الذي بلا إشارات ولا أسماء
أريد أن أعبر "
ماذا تريد هي أيضاً من الكلمات؟
أن تعبر..
أن تمرّ من خلالها
إلى فضاء حرف أوسع
ونص أرحب تستوطنه ويستوطنها..
" مئات
مئات
مئات الصفحات
كي يقول كلمة ولا يقولها"
نعم، أعترف، لقد قالها..
إنها عنها.
ملايين الأحرف
ولا تقول ما ينبغي أن يقال!
"لدي حلم يا مارتن
حلم صغير"
وهي لديها حلم،
حلمان،
أحلام صغيرة كثيرة
تُحيك كل ليلة منهم حلم
تنسلّ بدلاً منها، رغماً عنها أحلام،
ترقعهم،
وتغزل من بقاياهم أغنيات
تهديها لأطفال في الخيال
"كان جميلاً
أن يكون بينكم وبينهم نظرة
كي تروا على الأقل، الدمع من بعيد
كي تعرفوا
ماذا يفعل الدمع في التراب
ماذا يفعل الدمع في الأرض"
لكم هو جميل أن تستشف تلك المعانى..
أن تتشرب مجازات جديدة
ومفهوماً أعمقْ لدمعها المنهمر
أن يكون انتظارها للدمع
لمآرب أقرب لقلبها..
تستجديه ليختلط بتراب أيامها
فتزهر...
"
أخفض الصوت أرجوك
أريد أن أسمع السكون
ماذا يقول
ربما يقول: تعال
وأريد أن أتبعه."
ستتبع الحرف هي بخطواتها اللاهثة..
خطوة للأمام..
"خطوة واحدة
واحدة فقط
كان عليه أن يمشيها بعد
كي يرى"
كي تُنير عتمة..
ليُرى أثرها..
"أريد لحظة بعد.."
_____
انتهى الديوان ولقائي الأول بوديع سعادة
فلا أودعه وإنما أرحب وأسعد به صديقاً جديداً.
20.4.2020
No comments:
Post a Comment