Friday, April 24, 2020

إلى ‏سليل ‏الدرر

كالغيث أينما حلّ وارتحلّ
يفيض عطاؤه حباً منهمر
فيزهر أقماراً بالجود تكتمل
ويشدو ربيعه أمانيَّ تزدهر
مذ غرة الشهر الكريم هلّ بدره
على الأرض مرافقاً خير الدهر
 فكان طوال أيام وأعوام سمياً
 لخير شهور الله وليال القدر
أبٌ ومعلمٌ، وخِلٌّ وأخٌ
وفيٌ كريمُ الطبع أمينٌ مقتدر
إذا نطق غردت عنادلُ بالأدب
واحتفت بفضله الكلمات والعبر
علّم جيلاً بعد جيلٍ مُرتقٍ
بالفكر والأخلاق والعلوم والثمر
لم يكفه عبوراً باسماً بل وطّد 
كل القيم في كل واد به مر
أنار دروباً أعتمت وأفاح عبيرا 
طاف دنيانا وبه الزهر انغمر
حتى النجوم تلألأت في حضرته
وبه استضاء قمرنا وافتخر
أبي أنت تاج الرأس وزينة
 الأيام، بهي الطلعة سليل الدرر
 أغنيتنا بفضلك الغنيُ المطرّد
 علماً وذكرى في القلوب تعتمر
 لو أنصفتنا الأيام كي نشكرك
 لأجدبت بحور الشعر و الصور
 نستلهم الكلمات من بهائك
 علّ الكَلِم يُنبت ما فيك اشتهر
 لكنني يا أبتاه أعجز ابنة
 عن شكر فضلك الكبير المستمر
 فاقبل سطوراً أقصى ما آمل
 أن أمتّن فيها لعظيم كرمك والأثر
 ولما فينا بنيت وأربأت حتى
 ارتقينا صعوداً وانأيتنا عن الخطر
 ثم ارتأيت أننا صرنا كباراً
 نصنع أمجاداً تغنيها وبها تنتصر
والحق أننا غيض من فيض
صرحك المتفرد منذ الصغر
فكل عامٍ وقلبك عامر بنور الله
ونبع عطائك باقٍ لا يندثر
وجزاك الله عنّا خيراً جزيلاً
وحفظ عقلك المستنير الفكر
وبارك عمراً مثمراً ثري العطايا
ينساب في العالمين كالنهر.

:")

24.4.2020

No comments:

Post a Comment