Friday, May 1, 2020

المرأة ‏والصراع النفسي‏

المرأة والصراع النفسي

*أولى قراءاتي لنوال السعداوي وأولى مراجعاتي عن النسوية:

في مجتمعات تعاني من الإزدواجية، وعقدة الذكورية؛ تُظلم إناثه، وتختصر مهماتها في بيت وخدمة، بل البعض يحصر وصفها في أوعية لمجرد أغراض مهينة وأبعد ما تكون عن حقيقة وجودها وأهدافها..
وإذا طالبت إحداهن بحق من حقوقها المكفولة لها دينياً وإنسانياً وعقلياً؛ كانت الطامة الكبرى ووصفت بالتمرد والجنون وعوقبت نفسياً واجتماعياً وقلبت حياتها جحيماً..

وفي صفحات هذا الكتاب تسلط نوال السعداوي الضوء على معاناة شريحة كبيرة من السيدات من مختلف الشرائح المصابة بمرض العصاب_ وهو لمن لا يعرفه مرض نفسي يعاني صاحبه من عدم القدرة على التكيف مع الظروف المحيطة، و مع الضغوطات داخل النفس وخارجها وتكون أعراضه نفسية أو جسمية كالقلق والأرق والهستريا وغيرها_

ومن خلال دراسة بحثية مقارنة شملت سيدات مصابة وأخرى طبيعية، وفي مقدمة الكتاب أوضحت منهجية بحثها والأسس التي سارت عليها
لكن _وهذة نقطة مهمة جداً لم أجد مرجعاً واحداً نعود إليه! ولا مجلة علمية نشرت فيها بحثها أو ذكرت فيه فريق بحثها..
وكل ذلك تقريبا من بديهيات البحث العلمي!
ثم اعتقدت أن عدم ذكرها مثل هذة النقاط ربما هو أمر طبيعي في الكتاب لأنه كتاب نُشر للعامة، لكن عندما اطلعت على بعض مراجعات الأصدقاء وجدت أنهم ناقشوها أيضاً..
إذن المشكلة عامّة وهذا أمر لا يتغافل عنه!
وبه يفقد البحث جزءا كبيراً من مصداقيته، وإن كانت نتائج بحثها ودراسته كاشفة لكوارث مجتمعية ومن خلال مشاهدتنا حولنا نُدرك أن ما تقوله حقيقة؛ 
لكن حتماً ذلك لا ينقص من فداحة الخطأ لذلك كان انقاص النجمتين أمر حتمي؛ لأنه أفقد الجزء الخاص بدراستها الكثير من الاهتمام بنقاطه واجزاءه، وبدلاً من تأمل النتائج على مهل  تفضل قراءاته على عجالة لأنه في كل الأحوال غير مدلل عليه،  حتى وإن كان واقعاً ملموساً!

ثم تبعت دراستها بنماذج من السيدات المشاركات؛ وكان هذا الجزء هو الأفضل والذي يستحق القراءة والتقييم؛ فيه أزاحت الستار عن واقع محطم، ونفسيات دمرتها الأفكار الذكورية؛ ستتعاطف معها مهما كنت تعتقد أن النسوية قضية فاشلة، ولا تستحق أي اهتمام، وأي عرض لها هو غير موضوعي..
فلقد عرضت نوال قصص نماذجها بطريقة بسيطة وانسيابية سلسة أشبه ما تكون بالقصص الأدبي، ستجعلك تشعر بالصدق في كل كلمة، وتتعاطف مع أصحابها، مكتشفاً مساوىء المجتمع وفداحة الضرر والخسائر التي نتكبدها بسبب بقاء هذة الأفكار ونماءها وتكاثرها!

1.5.2020

 

No comments:

Post a Comment