عزيزي الغائب،
المتواطىء مع البعد، المتمرد على القرب..
الفارض وجودك بين جنبات غابة الانشغال..
جلي الحضور رغم الهروب من فراغات الحياة..
للمرة الألف بعد ألاف المرات راودت صورتك أفكاري عن نفسها
واغتالت خيالي واقتحمته كأنه ملك لها
فاجتحت أرصفة الذاكرة
ونبشت مقابر النسيان وعبثت بما دفنته من ذكريات عبثاً..
لتنهال علىّ لعنات أموات لم يموتوا،
مقاهي لم توصد أبوابها
وفناجين قهوة لم تبرد بعد
وكلمات تتأرجح على أطراف ألسنتنا
تقاوم الخجل وتهرب من الانفلات!
لكن المقاومة تخور..
والهرب يثور
والانفلات يتمرد
ويفرض الحضور
فتتساقط ضحايا الصمت
وتتبعثر الأشلاء في الأرجاء
ألف مبتورة..
حاءٌ تتعكز على باء..
وكآف تستغيث بصرخة نداء..
نداااء لك، وصرخة من فرط توحش الغياب..
فهلاّ أجبت؟!
No comments:
Post a Comment